أماهُ ما نظَـمَ القـريضَ لسـاني ... بـل فاضتْ الأوزانُ من وجدانِـي
جسدِي أسيـرٌ في سجونِ عدوِّنَـا ...لله يشكـو قَـصْـوةَ السـجّـانِ
لكنَّ رُوحـي لا تــزَالُ طليقـة ً .... لا تؤسـرُ الـأرواحُ بالقضــبانِ
بل يَــأْسِرُ الأرواحَ قيـدُ رذيلـةٍ... أو حبـلُ أهــواءٍ من الشيطـانِ
أماه قلبــي لا يـزالُ محـلِّقًـا ... لا يعـرفُ الإذعــانَ للأحــزانِ
فإليـكِ يَحْـمِـلُني جنـاحُ محبـةٍ... رُبِطَتْ بعقـدِ الـديـنِ والإيمـانِ
وجناحُ شـوقٍ لا يزالُ مُـرَفْرِفًـا... فالشوقُ للأحبـابِ قـدْ أضنانـي
قالـتْ بِـلالُ بُنـيَّ قـدْ أبكَيتَنـي... دمعًا ذَرا في القلـبِ ,والـعينـانِ
يـا أمُّ لا تَبْكِـي علـيَّ فـإنَّنـي... أَبصـرْتُ دربِي لسْـتُ بالحيرانِ
وإليـكِ يـا أُمَّــاهُ ألـفُ تحيـةٍ... مُزِجَتْ بكـلِّ الحُـبِّ و العرفـانِ
أَرْضَعتِني بالعـزِّ في زمنٍ مضى ...وغرستني في روضـة الـقـرآنِ
أَرْسلْتِنـي لتعلـم الـذكر الحكيـم... وحـفظِـه بالـفهـم و الإتقــانِ
فنشـأْتُ في حلقـاتِه تِـلْكَ التِـي ... بسكينـةٍ حُفَّـتْ و بـاطمِـئْنـانِ
جمـعٌ مـلائِكَـةُ الإلـهِ تحيطُـه ... يتـدارسُـون روائـعَ الـتبيـانِ
تتنزَّلُ الرحمـاتُ عنـدَ جلوسِنـا... والخيـرُ يغْشَـانـَا من الرحمـنِ
فنشـأْتُ بالقرآنِ أعـرفُ مَنْهَجِي ... وعقيـدتي و بمسجـدي عنـواني
واخترْت صحبًا في الفؤادِ مكانُهـم ... ركـبُ الحمـاسِ ودعوةُ الإخوانِ
وورثتُ مِن أمـي الذكـاءَ وفطنةً ... ولـقـدْ سبَقْـتُ بذلكـمْ أقرانِـي
علمـتِنِـي أن الـحيـاةَ قصيـرةٌ ...فتصيّـدْ الـعـزماتِ دونَ توانـي
واستثمـر الأوقـاتَ قبل فواتِهـا ...لا تُـعْـذِرَنَّ دقــائق وثــوان
وتحلـى بالصبـرِ الجميـل فإنَّـه ...خُلـقُ الـدعـاةِ وحُلّـة الأعيـان
لا تَرْضى يا وَلـدِي بهمـةِ قاعـدٍ ... واسبِـقْ سُـَراةَ القـومِ كالفرسانِ
قد كنتِ في موجِ الصعابِ كصخرةٍ ...صبـرٌ وعزمٌ فيـكِ يلتقيـان
وزهدتِّ في الذهب النفيس لأجْلِنَا ... أكـرِمْ بـذاك الـزُهْدِ والإحسـانِ
فالـحمـد لله الـعظيـم مَـليكِنـا...إحصـاءُ فضـلِكَ ليسَ في إمْكـانِ
ثمّ الصلاةُ على الرسـولِ حبِيبنا ... نشـرَ الهُـدى والنورَ في الأكوانِ
م
ن
ق
و
ل