لا يأس مع الحياة

" أنتم لا تفهموني... أنا .. أنا.."
من شدة ما شعرت بع بالظلم شعرت إنها تصيّح لكن صوتها لا يسمع... وكأنها خرساء تحاول النطق بشكل هستيري...
تململت قليلاً ثم فتحت عينيها وقلبها يتلوى من الألم كأن هناك من يُمسك به ويعصره بلا رحمة...عادت لتغمض عينيها ثم نفضت عنها الغطاء وقامت بملل..إنه الحلم ... هذا الكابوس الذي لا يفارقها .. ما الذي قد يسعدها ويكف أذى هذه اليد التي تعصر قلبها لتنزف قيح جراحها!!!
يوم ممل ... بلا هدف .. الاهتمام يئست أن تحصل عليه ...والنجاح قد هرب منها ... و...و...إذن مالها إلا أن تعيش الدقائق بهدف واحد..أن تموت بسلام.

كانت تتبضع كالعادة للعائلة وعند عودتها للبيت وجدت ورقة عند الباب
"متى تعودين... اشتقت لطلّتكِ "
التفتت نحو الطريق ،جالت بعينيها حول المكان .. لكن لازال الكابوس في بالها فأخذت الورقة بإهمال ودستها في جيبها ودخلت ... يوم ثاني وجدت عند الباب
" لا تطيلي المكوث في البيت .. لأني سأشتاق إليكِ "
بالتأكيد الورقة ليست لها ... لكن لما عندما تعود هي فقط تجدها عند الباب؟؟ .. دست الورقة مرة أخرى في جيبها ودخلت .. وهكذا خمسة أيام متوالية.
توعكت قليلاً فوجدتها حجة كي لا تتبضع... فهي تكره الخروج .. فترى كل الخداع والكذب والنفاق في السوق .. جاءت أختها الطائشة الصغيرة تقول
"لولة .. أنظري ماذا وجدت "
دخلت عزيزة على ملاك بورقة عرفتها من لونها ... سمائي .. في الحقيقة ليست ورقة وإنما قصاصة ورق فأغمضت ملاك عينيها بعدم مبالاة وهي تقول
" ماذا وجدتِ؟"
فقالت عزيزة بضحكة حلوة ومرحة
" ورقة تقول (أرجوكِ لِمَ لمْ تطلّي اليوم ) ... إن هناك معجب بي"يال أختها ذات الستة عشر الطائشة
" وهل أنتِ اليوم لم تطلّي ؟"
سألت هذا ملاك وهي ترسم ابتسامة شاحبة تمازح عزيزتها الصغيرة .. فقالت عزيزة بضحكة أحلى
" أنا زوزو الكل ينتظر طلّتي .. وحتى لو طلّيت ينتظرها مرة أخرى "

يوم آخر وورقة أخرى
" أين أنتِ ... طلّتكِ تغيب عني بدأتُ أقلق "
ويوم آخر
" سأطرق الباب أسأل عنكِ ... لقد جننت "
تحسنت حالتها لكنها تعمدت التظاهر بالتعب وهذه عزيزة كل يوم تقفز تمسك بقصاصة الورق ... صارت تنتظر القصاصة سمائية اللون
" الحمد لله ... اطمأننت عليكِ .. حمداً لله على سلامتك من كل وعكة "
هنا رقصت عينيها ... يا الله هل بهذا ثبت إنه يقصدها ! وكيف هذا المجنون أطمئن عني؟
ومرت بعدها الأيام ... صارت تنتظر قصاصة الورق الغالية لتقرأ أحرفها
" ما هذا اللون الجميل الذي يليق بك "
" يالابتسامتك الرائعة هذا الصباح"
" عينان مشرقتان ليست كالعادة .. هل أنا السبب؟؟"

قصاصات ورق جعلت لحياتها معنى آخر ... من تراه؟ وكيف يتجرأ كل يوم بوضع القصاصات عند الباب؟وكيف يعرف وقت رجوعي ليضعها في الوقت نفسه؟ ... شعرت إنها امتلأت حيوية وشيئاً فشيئاً تعلقت بهذه السعادة وهي لا تعلم عن صاحب الكتابات شيء .. لكنه كان يصفها بأشياء لا يعرفها اقرب الأشخاص لها ... أشياء كانت تتمنى أن يدركها الغير بها.. من صفات حسنة ... أخبرها كم يحب صدقها وإحساسها المرهف ..ترى كيف عرف؟وكأنه قد دخل قلبها
في آخر ما كتبه لها لم تكن قصاصة بل رسالة.. وصف نفسه بأنه متأكد إنها ستحبه عندما ستراه وإنه يحبها كثيراً وسيتقدم لخطبتها ووعدها بأنه سيرعاها كأنها الجوهرة المصون ...
لم تشعر إلا وإن الكابوس صار حلماً وردياً،وإن النهار مضيئاً براقاً والليل ما أحلاه ...

تقدم لها شخص فرفضته فطلب مقابلتها فدخلت وهي مكرهة فوجدت رجل ينظر إليها ... لم ينزل عينيه عنها فخفضت عينيها.. فقال بصوت متزن
" أنا أسمي فهد .."
وتحدث عن عمله وما يملك .. أشياء لا تهمها لكن يبدو إن أمها تهتم ويبدو إنها سُعِدت بهذه المواصفات .. فقال هو ينهي كلامه
" إني متمسك بكِ .. وأي سؤال يخطر ببالك سأكتب لكِ رقمي ..."
أرادت أن ترفض لكنه أخرج قصاصة سمائية وكتب رقمه وكتب تحت "م.م" وهذا ما يقصد به (مجنون ملاك)
رفعت عينيها بسرعة فابتسم هو فأشرق وجهها بابتسامة لا مثيل لها
عادت تخفض عينيها وقد تضرّج خداها بحمرة الخجل...
سألت نفسها يوم الزواج ... ما الذي جعلها طوال هذه السنين بكل هذا اليأس!! ألم تفكر يوماً إنها يوماً ما ستجد من يدخل قلبها ويعرف قدرها ويحبها بكل صفاتها !!!
ابتسمت وذكّرت نفسها بأنه لا نفع للسؤال الآن ..فهي الآن ترفرف سعادة.

همسة لقتل الفضول:

فهد كان يراقب حبيبته ملاك من منظار من غرفته العليا التي تطل على الشارع العام أيضاً .. وهو جار لها .. قد أحبها منذ أن رآها يوماً وهي ذات العشرة أعوام تقفز مرحاً طفلة كلها حيوية..منذ ذلك اليوم وهو يهتم بأخبارها حتى رآها وقد صارت شابة فاتنة لكن حيويتها أطفئت وبريق عينيها قد خبا لهذا وعد نفسه أن يعيد لها كل البريق وبدأ يحبها أكثر وأكثر كلما راقبها وسأل عنها أكثر.

قصة جد رائعه
مشكور سكيري
كلك زوء
لا يأس مع الحياة 502830

يا سلام على هيك قصة

يسلمو كتير يا محمد

عنجد يسلمو

تئبل مروري